الثلاثاء، 14 أغسطس 2012

مهند" أول مولود من خلف القضبان

رأى مهند عمار الزبن النور الاثنين 13/8/2012 كأول طفل يولد لأسير داخل المعتقل عبر نقل نطفة من والده المعتقل لتزرع في رحم الزوجة في مركز تخصصي، في خطوة أعطت الأمل لكثير من الأسرى في سجون الاحتلال، خاصةً أولئك الذين يقضون أحكاما عالية بالسجن.

وفي محاولة وصفت بأنها الأولى من نوعها استطاع الأسير القسامي عمار الزبن (37 عاماً) والمعتقل في سجن هداريم الإسرائيلي أن يخرج نطفة له بطريقة معقدة للغاية، ويوصلها لزوجته دلال ربايعة في الثلاثينات من العمر التي قامت بدورها بنقلها لمركز رزان الطبي للعقم في المشفى العربي التخصصي بمدينة نابلس.

تحفيز الأهل


دلال والدة المولود مهند قالت لوسائل الاعلام إن الدعم الذي لقيته من أسرتها وأسرة زوجها كان حافزاً لها للإقدام على هذه الخطوة، حيث تشاورت مع زوجها خلال زيارتها له واقتنعاً بالفكرة، ولم ينقص سوى التطبيق العملي لها، فبادر زوجها وبطريقة معينة على نقل نطفة له إليها وتم زراعتها في المستشفى العربي التخصصي في الثالث من كانون أول الماضي وتكللت العملية بالنجاح.

وأشارت إلى أنها فشلت قبل هذه المرة مرتين متتاليتين بإجراء العملية ذاتها، وأنها حملت ثلاثة أشهر في إحدى هاتين المرتين.

وأضافت في حديثها إن الوحدة التي عاشتها هي وابنتاها بشائر النصر وبيسان طوال خمسة عشر عاماً من غياب زوجها الأسير والذي تحكمه سلطات الاحتلال بالسجن المؤبد 26 مرة و25 عاما إضافية، وإصرارها على إعطاء أمل جديد لعائلات الأسرى والمنع الإسرائيلي المتكرر لها ولعائلتها من زيارة نجلهم الأسير الزبن كلها ظروف دفعاها للإقدام على هذه الخطوة وتحمل تبعاتها ونتائجها مهما كانت.

وبصرخات من الفرح والحزن معاً صرخت بشائر النصر وشقيقتها بيسان "أخوي أخوي مهند" وقالت وهي تنتظر خروج والدتها: "هذا أخوي مهند اللي انتظرته أنا وأمي سنين وسنين"، مضيفةً أنها فرحة جداً بشقيقها الأصغر مهند.

فرحة الأب


أما الأسير عمار الزبن فقال عبر رسالة له هربت من داخل سجنه هداريم، حيث يقبع إنه تشجع للفكرة كثيراً، وأن الفكرة بدأ بطرحها مطلع عام 2011 الماضي بعد قرار مشترك مع زوجته بتحدي الظروف وقهر السجان.

وأكد الزبن أن الدافع وراء التجربة هو صرخة حياة واستغاثة للذين أصبحوا أرقاماً منسية، وأضاف "قبل ذلك لم أكن أفكر كثيراً في الأمر سوى كلمة ماما يقولها طفل لزوجتي بعد أن تغادرها ابنتاي اللتين أصبحتا عروستين، إحداهما ولدت بعد اعتقالي بشهرين ونصف".

وأوضح أن الفكرة لاقت استحسان غالبية الأسرى، وقال إنه يشجع إخوانه الأسرى على خوض لتجربة، موجهاً رسالة لقادة المقاومة الفلسطينية "ابنتي الصغرى بيسان تسألني هل سيكون على شقيقي مهند أن ينتظر 15 عاماً أخرى كما أنتظرك يا بابا؟!".

وأطلق الأسير الزبن اسم مهند على طفله القادم تيمناً بالشهيد مهند الطاهر الذي اغتاله الاحتلال الإسرائيلي خلال حملة السور الواقي في مدينة نابلس عام 2002، وكانت المؤسسة الاسرائيلية تصف الطاهر أنه المهندس الخامس في كتائب القسام.

الأولى التي نجحت


من جهته قال فؤاد الخفش الباحث بشؤون الأسرى إن تجربة الأسير الزبن وبالرغم من كونه ليس وحده من خاضها ويخوضها، إلا أنها تعد الأولى التي تكللت بالنجاح، وتمكن الأسير فعلا من إخراج نطف له بطريقة معقدة.

وأوضح في حديثه أن كثيراً من الأسرى خاضوا هذه التجربة وأولهم كان الأسير عباس السيد القيادي في حماس، والأسير حسام بدران الذي أبعدته سلطات الاحتلال إلى سوريا خلال صفقة شاليط في ديسمبر من العام الماضي "ولكن وللأسف لم تنجح عمليات التخصيب للنطف التي نقلت منهم".

وطالب الخفش بملاحقة الاحتلال قانونيا وحقوقيا والضغط عليه من أجل السماح للأسرى بلقاء زوجاتهم أو بنقل نطفهم إلى زوجاتهم، خاصة وأن الاحتلال يسمح ووفقاً لقانونه للمسجون الإسرائيلي بالالتقاء بزوجته ما بين الفينة والأخرى.

وأوضح أن قضية الإنجاب بحثت سابقاً من قبل الحركة الأسيرة وأن هناك موافقة عليها ولكن بان تتم وفقا للسرية العالية وبطرق لا يقدر الاحتلال على إيقافها.

كسر إرادة القهر


من جهته عبّر النائب في المجلس التشريعي عن حركة حماس الشيخ داوود أبو سير عن فرحته بما وصفه بالإنجاز الوطني والذي كسر من خلاله الأسير إرادة القهر التي يفرضها الاحتلال على الأسرى بالحد من نسلهم الذي سيدافع عن فلسطين والقدس وسينتصر للأسرى أنفسهم.

واعتبر أبو سير الذي أذن في أذن الطفل اليمنى وأقام الصلاة في اليسرى أن ولادة مهند رسالة أمل لكل الأسرى خلف القضبان الاسرائيلية وخاصة أصحاب الأحكام العالية.

فرحة الأهل




فرحة الأهل




فرحة الأهل




فرحة الأهل
 

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Electricity Lightning